تساءلت أثناء قراءتي للرواية ،، هل تمكنت ثقافة الأفلام الهندية و مآسيها العظام من أدب حسيني فجعلته أكثر دراماتيكية أم أن واقعه بالفعل بهذا السوء ،، و تصورت أن كلاهما احتمال قائم.
و قد أجاب خالد حسيني في آخر صفحات كتابه بمنتهي الوضوح بأن المآسي و المصائب مشهد أساسي في حياة كل أفغاني.
رواية مبدعة من جميع النواحي ،، و أهمها علي الاطلاق ان الكاتب لم يستثمر نجاح روايته الأولى و لم يتهاون و انما تناول أفغانستان من منحي مختلف. فالمرة الأولي كان الصراع الطبقي و الاضطهاد ذو الواجهة الدينية ،، أما هذه المرة فكان العنف هو البطل ،، حيث الحروب الأهلية و طلقاتها التي لا تفرق بين ظالم و مظلوم ،، حروب السياسة و الأحزاب علي حساب الشعب. و المرأة أكثر المقهورين لا لسبب إلا لكونها لا تملك أمرها ،، فهي لا تقوي حتي علي دفع الخطر عنها فهو مفروض عليها إما في ثوب الفضيلة أو التقاليد.
و أخيرا وددت لو تدارك الكاتب وصفه للاحتلال الامريكي كالمنقذ و المخلص في بعض المواضع و أصر أكثر علي كونه القاتل الطامع ،، فإن كانت كابول قد عادت لبعض نموها الثقافي و الحضاري بعد طرد الأمريكان لطالبان ،، فلا جدال أن ذلك كان ثمنا قليلا مقابل كم الثروات الطبيعية المنهوبة من البلاد إبان الاحتلال.